Like This!

عن الأحضان الغير متقنة، وأشياء أخرى

حلمت بها Gihad N. Sohsah , 6/23/2014 4:36 PM

صباحُكَ، حسب توقيتنا الذي لا يبتدأُ دوران ساعته إلّا بعد أن تُلقي علي تحية الصباح، مَحَبَّة....

اليوم هو الخامس عشر بعد الشهر الثامن من العام الأول بعد الميلاد/اللقاء
انتبهتُ لحقيقة كوني غريبة هنا مرتين خلال الأمس، أولهما عندما اضطررت لسؤال من ألقت علي التحية على الدرج أن ترد على هاتفي لأنني لم أفهم ما عناه المتصل الذي بدا مُستاءً من أمرٍ ما، والثانية منذ ساعتين عندما لاحظت الأحرف الثلاثة اللاتينية الكبيرة  على الورقةِ التي لفَّها موظف شركة الطيران منذ يومين حول يد حقيبة سفري والتي تعبر عن المدينة الوجهة
انتبهت عندها لكوني غريبة، وتذكرتُ كم أفتقد!!
مؤسفٌ أني مؤخرًا لم أقض ليلةً في مكانٍ feels like home..
مؤخرًا لَفَني شعور مشابه لشعورِ التعبير الإنجليزي السابق، لو للتعبير أن يشعر، وَسط كل هذه الكلمات العربية، لا يفهم كثيرًا ولا يفهمه الكثير، رغم أنه مناسب تمامًا لموضعه إلا أن شعوره بأنه في غير موضعه قد يشككه في الأمر
تعرفُ بالفعل أنني ما عدتُ أكتب كثيرًا، وتعرف أيضًا أن قدرتي على الاسترسال في حديثٍ ما عادت كالسابق، وأنني أصبحتُ أخاف شوارع القاهرة كما لم آلف بعد المدينة الجديدة!
وهذه أنا، لازلتُ بعد بروح معلقة بين المدينتين، تتجول حينًا هنا وحينًا هناك، وتحنُّ لتلك إذا ما قضت يومين في هذه وتحنُ لهذه إذا ما عادت لتلك... لذلك كما تعلم، يتقلبُ مزاجي بمعدل أسرع من العادي منذُ شهور!
ولذلك أيضًا أحتاجُ لدقائقِ التواصل 
تظل عالقة وجوه أولئك الذين يلوحون لك من خلفِ زجاج، تنتقل صورتهم من زجاج نافذة السيارة إلى زجاج نافذة الطائرة إلى زجاج نافذة المترو بعد الوصول إلى زجاج نافذة الحافلة ونهايةً إلى زجاج نافذة غرفة غربتك المهجورة إلا منك
تظل تلاحقك من نافذة لأخرى كلعنةٍ خلَّفها الوداعُ الذي لم يتم، وهنا وجوهٌ عديدةٌ أراها خلف زجاج الشاشة بينما أكتب....
لم أتمَّ وداعًا واحدًا قبل سفري هذه المرة، خبأتُ كلمات أكثر من التي قلت، وخبأت دمعتين وابتسامات، غادرتُ ذراعي أبي قبل أن أكتفي من احتضانه والحال ذاته مع أمي والصغيرة
سيطول السفر قليلًا هذه المرة، أعانني الله على ما فعلتُ بذاتي من جراء ما اقتضبتُ في العناق.